قصة الإمام الحسين (عليه السلام)
يهبط المسلمون الشيعة إلى كربلاء عند مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) لإحياء ذكرى الأربعين.

بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان، تولى ابنه يزيد الخلافة. وكان هذا مخالفًا مباشرة لشروط الصلح التي أبرمها معاوية مع الإمام الحسن قبل عقدين من الزمن، والتي كان من المفترض أن تعود الخلافة بعدها إلى الإمام الحسين. وعندما تولى يزيد السلطة وكُسرت بنود الصلح، بدأ يطالب الإمام الحسين بالبيعة للحصول على الدعم والشرعية لحكمه. لكن الإمام الحسين رفض أن يبايعه.

ومع ذلك، أصبحت الأوضاع في المدينة خطيرة على الإمام، ولم يكن أمامه خيار سوى مغادرة المدينة مع أسرته إلى مكة. وعندما وصل الإمام إلى مكة، بدأ يتلقى العديد من الرسائل من سكان الكوفة، والذين طالبوا الإمام الحسين بالقدوم إلى مدينتهم ليتمكنوا من مساعدته في الإطاحة بيزيد. جرت مناقشات عديدة بين الإمام ورفاقه، ورغم أن كبار الشخصيات في مكة نصحوه بالتخلي عن رحلته إلى الكوفة، إلا أن الإمام بحكمته ومعرفته رأى أنه من الضروري التوجه إلى المدينة التي طلب أهلها حضوره.

وكان الإمام قد أرسل في وقت سابق مبعوثه وابن عمه مسلم بن عقيل لتقييم الوضع في الكوفة، وقد طمأن الإمام بأن الأرضية كانت مهيأة لوصوله. وخلال رحلة الإمام إلى الكوفة، توقف عند مفترق يُسمى الجبلة، حيث أُخبر بالأحداث الجارية في المدينة. فقد عيّن يزيد حاكمًا جديدًا أكثر شهرة وسوءًا يُدعى عبيد الله بن زياد، الذي بث الرعب والخوف بين أنصار الإمام الحسين المخلصين.

كما قام بسرعة باعتقال مسلم بن عقيل وإعدامه. مما سبب صدمة ورعبًا كبيرًا بين أنصار الإمام في الكوفة، وتراجع معظمهم عن طلباتهم للإمام، وبعضهم تخلى تمامًا عن دعمه السابق وخانه. أما القلة التي رفضت الاستسلام فتم سجنهم على يد عبيد الله بن زياد. ومع ذلك، قرر الإمام التوجه إلى الكوفة، على أمل أن تحفز المدينة أنصاره على الانضمام إليه مرة أخرى. ولكن تم منعه من دخول المدينة بواسطة كتيبة أرسلها ابن زياد بقيادة حر بن يزيد.

أوقف حر الإمام عن دخول الكوفة ولم يسمح له بالعودة إلى المدينة أيضًا. وأجبرت كتيبته الإمام وأتباعه القليلين وأفراد أسرته على التحرك نحو أرض قاحلة وجرداء تُسمى كربلاء، ووصلوا إليها في الثاني من محرم سنة ۶۱ هجري. وعندما وصل الإمام إلى كربلاء، أرسل ابن زياد فوجًا كبيرًا من الجنود بقيادة عمر بن سعد لمواجهته. واستمر التفاوض وتبادل المواقف لعدة أيام، حتى يوم السابع من محرم، حيث منع جيش عمر بن سعد الإمام وأصحابه من الوصول إلى مياه النهر للشرب.

في اليوم العاشر من محرم، طُلب من الإمام مرارًا أن يبايع ويضع يده في يد ابن زياد، وأخيرًا يد الخليفة يزيد، إلا أن الإمام رفض مرارًا قبول ذلك. فاختار الشهادة والموت على أن يذل نفسه ويبايع الطاغية الظالم. واندلعت معركة كاملة أدت إلى استشهاد الإمام الحسين وأفراد أسرته ورفاقه بأبشع الطرق. ثم نُقل النساء والأطفال إلى دمشق بحضور يزيد، الذي ابتهج بأفعاله ولم يظهر أي ندم على قراراته.

مرجع:

Al-Islam.org. (2022). The Story of Imam Husayn (A). [online] Available at: https://al-islam.org/media/story-imam-husayn